بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين. اما بعد نـرجو ان توضح لنا يا شيخ ما قول الشرع في قراءة القرآن جماعة . لما نراه من سوء التعامل مع هذا الكتاب العظيم بتلك القراءة
من طرف عبد العزيز دوشي الخميس فبراير 03, 2011 2:22 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخ الكريم ، إن قراءة القرآن الكريم بصورة جماعية على هدا النحو الموجود في بلدنا المغرب ، بهذا الترتيب المعروف يوميا، حيث يُقرأ حزب بعد المغرب و حزب بعد الصبح ، و كذلك يُقرأ جماعيا في المناسبات كالمآثم و الولائم و غيرها، هذه الصورة لم تكن موجودة في زمان رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا في زمان أصحابه و لم يَـرِد في حديث صحيح أو ضعيف أن الصحابة كانوا يجتمعون على هذا النحو المذكور و يقرؤون بصوت واحد. و كل ما نُقل إلينا أن الصحابة كانوا يجتمعون على قراءة القرآن فُرادى ، كل يقرأ لنفسه ، أو يجتمعون على الإستماع لقارئ مُجيد ، أو يُديرون القراءة فيما بينهم ، و هذا هو المقصود من قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي رواه مسلم ( 2699 ) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (... وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ) " . و ذكر ابن رجب في شرحه لهذا الحديث : أن عمرا رضي الله عنه كان يأمر من يقرأ عليه و على أصحابه و هم يستمعون " . ـ و ذكر ابن رجب أن أول من أحدث القراءة جماعة بصوت واحد هم أهل الشام فقال رحمه الله :" و لكن أهل الشام يقرؤون القرآن كلهم جملة من سورة واحدة بأصوات عالية، و أهل مكة يجتمعون فيقرأ أحدهم عشر آيات و الناس ينصتون ثم يقرأ آخر و هذه هي السنة"، قال ابن رجب : و قد أنكر مالك على أهل الشام. قال زيد بن عبيد الدمشقي : قال لي مالك بن أنس : بلغني أنكم تجلسون حِلَقا تقرؤون، فأخبرته بما كان يفعل أصحابنا فقال مالك : عندنا كان المهاجرون و الأنصار ما نعرف هذا. فقلت هذا طريف، قال : وطريف رجل يقرأ و يجتمع الناس حوله " . و قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : لم تكن هذه القراءة في المسجد من أمر الناس القديم ". و مع ذلك هناك من ينسب هذه القراءة جماعة لمذهب مالك . و ذهب الإمام النووي إلى استحبابها إذا كانت بالقواعد ، و سكت عنها علماء المغرب.ـ :